إن الحوار الوطني طريق للتقدم والازدهار، ولذلك تهتم الدول المتقدمة والتي تسعى للنهوض بالحوار الوطني لإيمانهم بدوره الفعال في حل المشاكل التي يعاني منها المجتمع، ويقوم الحوار الوطني على التوصل لطريقة تجمع طوائف الشعب المختلفة لخلق وسيلة للتفاهم وتقريب وجهات النظر بينهم، وخلق مناخ مناسب للتفاهم وتقليل الخلافات.
عناصر المقال
مفهوم الحوار الوطني
الحوار الوطني هو مجموعة من المناقشات حول مشكلات وقضايا تتعلق بمصلحة الوطن ومواطنيه، ويقوم بتنظيمها المجتمع المدني من خلال مؤسساته، وتشرف عليها الجهات الأمنية، بحيث تجمع هذه المناقشات جميع أطياف وفئات الشعب من خلال ممثلين لكل فئة للوصول إلى حلول واتفاقات لصالح المجتمع.
ويعتبر الحوار من أهم سبل تحقيق التواصل المجتمعي، وتنقسم أنواع الحوار إلى سياسي، وأمني، واقتصادي، وديني، ووطني، وقومي، وغيرهم، ولابد أن يكون الهدف الأساسي من الحوار هو تحقيق المصالح العامة على حساب المصالح الخاصة.
أهمية الحوار الوطني طريق للتقدم والازدهار
تتمثل أهمية الحوار الوطني فيما يلي:
- الحوار الوطني هو اللبنة الأولى في بناء المجتمعات المتقدمة والقوية.
- تجميع الأطياف المختلفة حول وجهة نظر واحدة تحقق المصلحة العامة للوطن وأبنائه وجمع شملهم.
- دعم الحوار الوطني الشعور بالمسؤولية لدى المواطنين واحساسهم بأهمية دورهم في المجتمع وفي تحقيق مصلحة الوطن.
- يساهم الحوار الوطني في ترسيخ مبدأ إعلاء المصلحة العامة على المصالح الشخصية.
ما هي أهداف الحوار الوطني؟
تهدف الدول والحكومات من خلال الحوار الوطني إلى الوصول إلى عدد من الأهداف يمكن تلخيصها فيما يلي:
- توفير مناخ ديمقراطي يسمح بحرية الرأي والتعبير.
- مناقشة المشكلات العامة والقضايا المجتمعية والسياسية التي تهم المجتمع.
- تنحية الخلافات والتناحر بين طوائف المجتمع وتحقيق المصلحة العامة.
- احترام التعددية الفكرية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
- ترسيخ مبادئ المساواة والحرية والكرامة في المجتمع وبين مواطنيه.
عوامل إنجاح الحوار الوطني
لكي يتحقق الحوار الوطني الناجح ويصل إلى أهدافه المنشودة لابد أن يقوم على مجموعة من العوامل والأسس، وهذه العوامل هي:
- حسن الإنصات والاستماع لآراء الغير، واحترام جميع الآراء.
- المرونة والتزام آداب المناقشة.
- عدم التفرع إلى مواضيع فرعية مع التركيز على صلب الموضوع محل النقاش.
- عدم اتباع الطريقة الهجومية في المناقشة وإبداء الرأي والتزام الموضوعية في الحوار.
- تسجيل النقاط الرئيسية التي وصلت إليها المناقشات للتركيز عليها وإبراز نتائج الحوار.
- التركيز على الوصول إلى وجهات نظر مشتركة ومنطقة وسطية بين الآراء لتحقيق نتائج فعالة من وراء الحوار.
- التأكيد على الوصول إلى حلول حقيقية مرضي عنها من جميع الفئات المشاركة في الحوار والتي تمثل طوائف المجتمع.
- مراجعة الأفكار التي ثبت عدم جدواها بالإثباتات والبراهين لتنحيتها جانبًا.
ماذا يحقق الحوار الوطني؟
تسعى الدول لدعم الحوار الوطني باعتباره طريق لتقدم المجتمعات وازدهارها، فالحوار الوطني البناء الذي بني على أسس صحيحة وتوافرت فيه عوامل النجاح لابد أن يحقق ما يلي:
- الحوار الوطني هو الضمانة لتحقيق استقرار المجتمعات وأمنها.
- يعمل الحوار الوطني على توحيد صفوف المواطنين على اختلاف اتجاهاتهم، وإزالة الخلافات، وتقريب الآراء والأفكار.
- يساهم الحوار الوطني في فتح مجالات للتنمية والتطوير من خلال العصف الذهني وتعدد الأفكار والتوجهات.
- يمكن للحوار الوطني أن يكون داعمًا للأنظمة الحاكمة.
- يساهم الحوار الوطني في خلق مناخ توافقي، وإتاحة مساحة للالتقاء في وجهات النظر.
- يعتبر الحوار الوطني عامل أساسي في تطوير وتنمية العلاقات الدولية.
- تأييد المصلحة العامة باعتبارها الهدف والمحور الأساسي الذي يعمل من أجله الجميع.
- يساعد الحوار الوطني على التصدي للمؤامرات الخارجية وخلق جبهم قوية في الداخل قادرة على التصدي لجميع المشكلات التي يعاني منها المجتمع، وعلى جميع الأصعدة.
منصات الحوار الوطني:
يقام الحوار الوطني من خلال قنوات ومنصات هي الأكثر فاعلية في تحقيق الأهداف، وأهم هذه المنصات هي:
- الندوات والمجالس التشاورية التي تنظم من قبل الأفراد لمناقشة قضايا بعينها.
- جلسات البرلمان والمجالس النيابية التي تنعقد لمناقشة مشاكل الوطن على كل الأصعدة والوصول لحلول فاعلة لهذه المشكلات والرقابة على عمل جميع الجهات بالدولة ووضع الخطط والتشريعات وسن القوانين التي يحتاج إليها المجتمع في مواجهة مشكلاته.
- المؤتمرات الصحفية واللقاءات الشخصية مع مسؤولين بالدولة لمناقشتهم حول قضية ما، والحصول على أجوبة لأسئلة واستفسارات المواطنين بشأنها.
- المؤتمرات الشبابية التي تقوم على اجتماع المسئولين بالدولة بالقيادات الشابة والنشطاء في جميع المجالات ومناقشتهم في قضايا الوطن.
- الحوارات التلفزيونية مع المسؤولين.
- الاجتماعات السرية المغلقة التي تدار بمعرفة الدولة في بعض البلاد.
ويتضح من ذلك أن الحوار والوطني طريق للتقدم والازدهار في أي مجتمع يؤمن بالحريات الفكرية، ويحترم تعددية الآراء والتوجهات، ويعتبرها مصدرًا ملهمًا لإثراء الحوار الوطني للوصول إلى أهداف وغايات سامية تعمل على نهضة المجتمع.