كفارة إفطار رمضان للمريض 2023، يعتبر الإفطار في رمضان أثناء النهار من المحرمات التي نهى عنها الشرع، حيث حرم على المسلم البالغ العاقل المكلف بالصوم في نهار رمضان إلا لمن لديه عذر شرعي فهو جائز له الإفطار ومرخص له ذلك مثل العاجز والمريض والمرأة الحائض، فرخص الشرع للمريض الذي يزيد الصيام من مضاعفات مرضه أو يشق عليه الصيام وهو في هذه الحالة الإفطار، أما الإفطار بعد انتهاء نهار الصوم في رمضان فهو من الواجبات.
كفارة إفطار رمضان للمريض 2023
لقد رخص الله سبحانه وتعالى للمريض والعاجز عن الصيام الإفطار في رمضان، ولكن يوجد بعض الأحكام والكفارة الواجبة على المفطر لعذر، كالآتي:
لقد أجمع العلماء والمذاهب على جواز الإفطار في رمضان للمريض أو العاجز سواء أكان المرض يرجى شفاءه، أو كان المرض مزمن لا يرجى شفاءه.
لقد اختلف العلماء وتعددت آراءهم في أمر الكفارة والفدية.
الدليل على وجوب الكفارة القادر هو قوله تعالى: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”.
القول الأول والذي عليه جمهور العلماء (الشافعية، والحنفية، والحنابلة) أن الفدية واجبة على المريض الذي لا يقدر على الصيام، والدليل على ذلك قول الله تعالي: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
القول الثاني وهو قول جمهور المالكية بأن المريض لا تجب عليه الفدية ولكن يستحب له إطعام كل يوم مسكين.
وقد قسم الشيخ بن عثيمين المرض إلى ثلاثة أقسام:
- الأول: مرض لا يؤثر على الصوم مثل الزكام والصداع، وهذا المريض لا يحل له الفطر.
- الثاني: مريض يشق عليه الصوم ولكن لا يضره، الصيام في حالته مكروه ويسن له الفطر.
- الثالث: مريض يشق عليه الصوم ويضره مثل مرضى الكلى والسكر، والصوم في هذه الحالة حرام.
مقدار كفارة إفطار المريض لرمضان
اختلف العلماء في تحديد مقدار كفارة إفطار رمضان للمريض، وهذه الأقوال هي:
القول الأول وهو قول جمهور المذهب الحنفي أن الفدية يكون قدرها صاع من الشعير أو التمر، أو نصف صاع من القمح، والمقصود بالصاع هو مكيال قديم يكون قدره على التقريب ثلاثة كيلو جرام.
القول الثاني وهو قول جمهور المذهب المالكي، والشافعية بأن الفدية مقدارها مُد من الطعام لكل يوم إفطار، والمقصود بالمُد تقريبا حوالي 750 جرام.
القول الثالث والذي ذهب إليه جمهور الحنابلة بأن مقدار الفدية هو نصف صاع من الشعير أو التمر، أو مد من القمح.
إذا كان المريض مصاب بمرض يرجى شفاؤه فيجب عليه قضاء الأيام الذي لن يصوم فيها، لقوله تعالى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”.
لو أراد المريض أن يقضي ما عليه من أيام رمضان فلا يجب عليه التتابع في قضاء هذه الأيام، فإن شاء صامها متتابعة، وإن شاء صامها متفرقة، لعموم قوله تعالى: “فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”.
وجوب القضاء على التراخي، والمقصود هو يجوز القضاء في أي وقت من السنة، ولكن الأفضل والأولى هو المسارعة في قضاء هذه الأيام.
إذا استمر المرض الذي يرجى برؤه فلا شيء عليه، أي لا صيام ولا كفارة.
أما إذا كان المريض مصاب بمرض لا يرجى شفاؤه، مثل الأمراض المزمنة فأهل العلم على قولين: القول الأول: وهو قول جمهور العلماء بأن يطعم كل يوم مسكينا، والقول الثاني: أن يسقط عنه الصوم والكفارة لقوله تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ”، وقوله تعالى: “لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”.